السفر بدون محرم للمرأة الآن في وجود الطائرات والوسائل الآمنة حلال أم حرام..؟!

السفر بدون محرم للمرأة الآن في وجود الطائرات والوسائل الآمنة حلال أم حرام..؟!

الجواب:

أولا: الأصل أن المرأة لا تسافر إلا مع ذي محرم ، للأحاديث الكثيرة في ذلك.

————–

ثانيا: اتفق العلماء على جواز سفر المرأة بدون محرم للضرورة ، مثل السفر من بلاد الكفر إلى بلاد الإيمان ، أو السفر من البلاد المضطربة إلى البلاد الآمنة.

—————–

ثالثا: هناك خلاف مشهور بالنسبة لأداء المرأة لحج الفريضة أو العمرة الواجبة بدون محرم ، والراجح أن ذلك جائز مع وجود الرفقة الآمنة وأمن الطريق.

وهو مذهب الشافعية والمالكية واختاره العلامة (عبد الرزاق عفيفي).

—————

رابعا: سفر المرأة بدون محرم للتجارة أو زيارة الأهل ، هل يجوز بدون محرم؟

فالجمهور على المنع ، ويرى بعض العلماء جواز ذلك مع وجود الرفقة الآمنة وأمن الطريق

والراجح هو القول الثاني ، وهو قول عند الشافعية (ذكره النووي في المجموع) وقول الحسن البصري وداود الظاهري (ذكره أيضا النووي في المجموع).

—————

خامسا: أدلة رجحان القول الثاني هي:

1- حديث البخاري: (يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة إلى الكعبة تؤم البيت لا جوار معها).

والحديث وإن كان من باب الإخبار إلا أنه في سياق المدح لهذا الزمان الذي ينتشر فيه الأمن.

٢- العلة من التحريم هو صيانة المرأة على الراجح ، والسفر بوسائل النقل الحديثة كالطائرات حيث يوصلها المحارم إلى المطار وتركب في رفقة آمنة يحقق قدرا كبيرا من الأمن والحفاظ على المرأة ، بل ربما أبلغ من سيرها في بعض طرقات المدينة الخالية

(وما يحكيه البعض من حصول مواقف أضرت بالمرأة نادر ، والنادر لا حكم له).

٣- من قواعد الأصول أن ما حرم لذاته يباح للضرورة ، وما حرم سدا للذريعة يباح للحاجة.

وسفر المرأة بدون محرم مما حرم سدا للذريعة فيباح للحاجة.

٤- مما يؤكد أن العلة من التحريم هي صون المرأة وليس السفر أن زوجات النبي حججن من غير محرم بإذن من الخليفة عمر دون نكير من الصحابة (والأثر في صحيح البخاري).

وهذا يدل على ما استقر في نفوس الصحابة أن وجود الأمن لا يلزم معه المحرم.

—————-

الخلاصة: لا يجوز أن تسافر المرأة إلا مع ذي محرم إلا في حالة تعذر المحرم مع وجود الحاجة إلى السفر كالسفر للتجارة أو زيارة الأهل ، وبه قال جمع من أهل العلم.