ما حكم مس المصحف من غير وضوء؟

الجواب:

أولا: اختلف العلماء في حكم هذه المسألة على قولين:

القول الأول: وجوب الوضوء لمس المصحف (وهو مذهب الجمهور ومنهم الأئمة الأربعة)

القول الثاني: جواز مس المصحف من غير وضوء (وهو مذهب الظاهرية)

————

ثانيا: الراجح هو مذهب (الظاهرية) في جواز مس المصحف من غير وضوء؛ لأنه لا يوجد دليل ظاهر على المنع.

————–

ثالثا: أقوى ما استدل به الجمهور دليلان:
١-قوله تعالى: {(لَّا یَمَسُّهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ).
٢-وحديث (عمرو بن حزم): “لا يمس القرآن إلا طاهر”.

والراجح أن كلمة طاهر تحتمل أن يكون:
١-طاهرا من الشرك
٢- أو خاليَ البدن من النجاسة
٣- أو طاهرا من الحدث الأصغر
٤- أو طاهرا من الحدث الأكبر

فهذه أربعة احتمالات وحمل اللفظ على أحد معانيه يحتاج إلى قرينة، وحمل اللفظ على جميع معانيه فيه مخالفة لمذهب جمهور الأصوليين.

كما أن حديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) كان كتابا إلى أهل اليمن ولم يكونوا مسلمين في ذلك الوقت، فكونه لغير المسلمين قرينة أن المراد بالطاهر هو المؤمن.

وهو مذهب (ابن سيرين) و(الحسن البصري) واختاره العلامة (الألباني)

————

الخلاصة: يجوز مس المصحف من غير وضوء على الراجح.