الزلازل في تاريخ الإسلام

رصدت هزة أرضية بشدة 1.76 درجة على مقياس ريختر

رصدت محطات الشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية، في صباح اليوم الثلاثاء الموافق 25 فبراير 2025، هزة أرضية وقعت على بعد 6 كيلومترات شمال غرب مدينة حلوان. وجاءت تفاصيل الحدث كالتالي:

– **تاريخ الهزة**: 25/2/2025
– **وقت وقوعها**: الساعة 3:56:27 صباحًا
– **الشدة**: 1.76 درجة على مقياس ريختر
– **خط العرض**: 29.88 شمالًا
– **خط الطول**: 31.28 شرقًا
– **العمق**: 0.91 كيلومتر

وأفادت التقارير الواردة إلى المعهد بأن الهزة شُعر بها دون أن تتسبب في أي خسائر بشرية أو مادية.

تعتمد الشبكة القومية للزلازل في عملها على أكثر من 70 محطة موزعة بعناية فائقة بناءً على التاريخ الزلزالي لمصر، مما يجعل تسجيل أي هزة أرضية أمرًا مضمونًا بغض النظر عن قوتها، حتى لو كانت أقل من الصفر على المقياس. وتُعد هذه الشبكة واحدة من أحدث الأنظمة العالمية في هذا المجال، حيث تتميز مصر بريادتها إقليميًا وعالميًا، فهي من أوائل الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي أسست نظامًا لرصد الزلازل يمتد تاريخه لأكثر من 150 عامًا. كما تمتلك مصر أطول سجل زلزالي في العالم يعود إلى أكثر من 5000 سنة، مستندًا إلى الحضارة المصرية القديمة والسجلات التاريخية، مما يعزز مكانتها في رصد هذه الظواهر والتعامل معها بكفاءة.

وفيما يتعلق بموقع مصر من النشاط الزلزالي عالميًا، فهي تقع بعيدًا عن الأحزمة الزلزالية السبعة المعروفة، مما يجعلها في منطقة آمنة نسبيًا. ومع ذلك، فإن قربها من مناطق نشطة مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلها تتأثر أحيانًا بهزات متوسطة القوة. ويعتمد تقليل الخسائر الناتجة عن مثل هذه الأحداث على مرونة المجتمع المصري وقدرته على استيعاب الصدمات والاستجابة لها بفعالية.

هل حدثت زلازل في تاريخ الإسلام؟

في تاريخ الإسلام، لا توجد روايات صحيحة أو أحاديث نبوية موثوقة في كتب الحديث الرئيسية (مثل صحيح البخاري أو صحيح مسلم) تذكر وقوع زلازل محددة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل صريح، أي خلال حياته في الفترة من عام 570 إلى 632 ميلادية (من مولده إلى وفاته). لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الزلازل لم تحدث في تلك الفترة في شبه الجزيرة العربية أو المناطق المجاورة، بل قد يكون عدم ذكرها مرتبطًا بطبيعة التوثيق آنذاك أو تركيز الروايات على الأحداث الدينية والسيرة أكثر من الظواهر الطبيعية العادية.

الزلازل كظاهرة طبيعية كانت معروفة للعرب في الجاهلية وقبل الإسلام، وشبه الجزيرة العربية تقع بالقرب من مناطق نشطة زلزاليًا مثل البحر الأحمر والمناطق الجنوبية الغربية (مثل اليمن)، لكنها ليست من المناطق الأكثر عرضة مقارنة ببلاد الشام أو فارس. في القرآن الكريم، الزلازل ذُكرت كآيات ودلائل على قدرة الله وعظمته، مثل قوله تعالى في سورة الزلزلة: “إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا”، لكن هذا يشير إلى حدث كوني عظيم مرتبط بالقيامة، وليس وقائع تاريخية محددة في زمن النبي.

من السيرة النبوية، هناك حدث قد يُربط بالزلازل بشكل غير مباشر وهو “انشقاق القمر”، المذكور في سورة القمر: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ”. بعض المفسرين يرون أن هذه الآية تشير إلى معجزة وقعت في مكة بطلب من المشركين، لكن لا يوجد دليل علمي أو جيولوجي يربطها بالزلازل، بل تُعد من المعجزات الكونية. ومع ذلك، لم تُسجل روايات تشير إلى زلزال مصاحب لهذا الحدث.

في المقابل، هناك روايات لاحقة في التاريخ الإسلامي (بعد وفاة النبي) تتحدث عن زلازل في عهد الخلفاء الراشدين، مثل زلزال في المدينة المنورة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث روي أنه خطب الناس وحثهم على التوبة معتبرًا الزلزال تذكيرًا إلهيًا. لكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، لا يوجد ما يثبت ذلك في المصادر الصحيحة.

الخلاصة: لا توجد أدلة تاريخية أو دينية قوية تؤكد حدوث زلازل محددة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأقل في الروايات الموثوقة.

شارك المقال مع أصدقائك:
Facebook
Threads
X
WhatsApp
Telegram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *